Tuesday, September 03, 2013

باللغة العربية الفصحى... استيقظ و ركز و اصحى

هكذا يصدح صوت سيرين عبد النور, ذات القوام الفارع, و الملامح اللبنانية الرقيقة, و العينين التي بهما "حور", و هي تذكرنا (و لو على سبيل المزاح) بلغتنا العربية الجميلة. اللغة التي طالما زهوت بها على رفاقي الكنديين لقدرتها على التعبير عن كثير من الأفكار في قليل من المفردات. لغتنا العامرة بالوان و اصناف عديدة من الأدب, بين شعر و نثر, و علوم و معارف, و أمثال و أساطير

و تفاجئنا فنانتنا الساحرة بمنعطف حاد في هذه التذكرة حيث تسترسل قائلة
أنا موش هفأ والا غشيمة... أنا بنت ادارجية و ناصحة

و بهذه الكلمات (ولو بدون تعمد) ترثى سيرين الهجوم الشرس التي تتعرض له لغتنا الحبيبة, من اللهجات العربية المختلفة, المتأثرة بلغات أخرى في المنطقة من جهة, و من اللغات الأجنبية التي تلوكها ألسنة النخبة لاستعراض أسفارهم و دراساتهم في أي مناسبة من جهة أخرى,  و أخيرا من المصطلحات العامية اللتي في أخف حالاتها تنضح بضحالة الفكر و قلة التعليم, و في أسوئها تنفجر في آذان المستمع المهذب مليئة بالصفاقة و الانحطاط من جهة أخيرة

ناهيك عن المذابح المرتكبة في حقها من مذيعي و مذيعات الأخبار في معظم القنوات العربية, الذين كانوا أمثلة تحتذى في جودة الأداء و سلامة اللغة سواء في اصطلاح أو نحو. و قد أصبحوا الآن بلا أدنى دراية بهذا أو ذاك. فقارئ الأخبار في هذه الأيام يعتبر "معقولا" ان استطاع ان ينجو من حقل الألغام المتمثل في الحالة الاعرابية لكل كلمة يقولها في الخبر بأقل عدد من الخسائر: فالخسائر هذه الأيام أصبحت واقعا لا مفر منه

أحبائي, أرجوكم جميعا أن تبذلوا بعض الوقت و المجهود لتعلم و ممارسة لغتنا الحبيبة بشكل سليم... فهي جزء عظيم من حضارتنا و شخصيتنا الأصيلة

0 Comments:

Post a Comment

<< Home